في خطوة فنية وازنة تعزز الحضور الثقافي والفني المغربي على الساحة الدولية، يشارك الفنان التشكيلي المغربي محمد رضا أبزيك في المعرض الفني الدولي المقام بمتحف الفن الأوروبي الحديث (MEAM) في مدينة برشلونة الإسبانية، ممثلاً للمغرب ضمن كوكبة من الفنانين العالميين الذين تم انتقاؤهم بدقة للمشاركة في الدورة السادسة من المعرض تحت عنوان “The MEAM Hall”.
افتتح المعرض يوم الجمعة 9 ماي 2025 بمقر MEAM في برشلونة، ويستمر إلى غاية 24 غشت 2025، قبل أن ينتقل إلى مدريد ليُعرض في قاعة Espacio Jovellanos من 28 غشت إلى 10 شتنبر، في إطار جولة فنية كبرى داخل إسبانيا، تُخصص لأعمال مختارة تُمثل اتجاهات معاصرة في الفن التشكيلي العالمي.
من شفشاون إلى العالمية
ينحدر محمد رضا أبزيك من مدينة شفشاون، المعروفة بأزقتها الزرقاء وسحرها الطبيعي، والتي شكلت الخلفية الأولى لإلهاماته الفنية، منذ طفولته، أبدى ميولا واضحة نحو الرسم والتعبير البصري، لتتحول هذه الموهبة لاحقاً إلى مسار فني متكامل، قائم على التأمل، الرمزية، والانغماس في أعماق النفس البشرية.
لوحات أبزيك ليست مجرد أعمال بصرية، بل هي تجارب إنسانية تعبر عن الألم، الحنين، الصمت، والسلام الداخلي، يشتغل على تفاصيل الجسد وتعابير الوجوه بحساسية شاعر، ليصوغ منها لحظات تأملية خالدة، في أعماله لا يصبح الحزن ضعفاً، بل مادة فنية شفافة تكشف عمق التجربة الإنسانية.
رمزية وغنى بصري
من الرموز التي تتكرر في لوحات محمد رضا، يبرز الحلزون كرمز للصبر والحكمة والتأمل البطيء، فيما توظف الألوان بتوازن داخلي صارم: الأزرق للسكينة والانفصال، والأحمر للقوة والعاطفة، هذه التوليفات البصرية تمنح لوحاته طابعاً روحانياً وصوفياً، وتجعلها تنبض بطاقة تتجاوز الإطار.
اعتراف دولي ومسيرة حافلة
أعمال محمد رضا أبزيك نُشرت في عدة مجلات فنية دولية مرموقة، من بينها MARIKA و ARTELLS و IMIRAGE و FIGGI، كما شارك في منتديات ومعارض فنية في تركيا وفرنسا وإسبانيا، وتم تصنيفه ضمن أفضل ثلاثة فنانين تشكيليين بجهة الدار البيضاء-سطات سنة 2022.
إلى جانب نشاطه الفني، يُعرف الفنان بتفاعله الثقافي مع قضايا الإنسان والهوية، حيث يرى في الفن وسيلة للتواصل العميق بين الذات والآخر، وليس مجرد وسيلة للعرض أو الترف الجمالي.
مشاركة تمثل المغرب فنياً وثقافياً
مشاركة محمد رضا في معرض MEAM ببرشلونة، الذي يُعد من أبرز التظاهرات الفنية الأوروبية، تمثل مكسباً كبيراً للفن المغربي المعاصر، وتؤكد على قدرة الفنانين المغاربة على التواجد في أهم الفضاءات الثقافية الدولية، ليس فقط من حيث التقنية أو الجماليات، بل بفضل العمق الإنساني والفلسفي الذي تحمله أعمالهم.
الفن كمرآة للروح
في عالم تتزاحم فيه الصور والرموز، يظل الفنان Mohamed Rida abzik فناناً للروح والوجدان، لوحاته لا تصرخ، بل تهمس، لا تروج، بل تدعو للتأمل، إنّه الفنان الذي يرى في كل وجه حكاية، وفي كل خط رحلة، وفي كل صمت إمكانية للفهم، إنه سفير للفن المغربي بصيغة وجدانية إنسانية، تتجاوز الحدود وتلامس القلوب.