في إطار التحضيرات الروحية لاحتفالات اليوبيل المئوي الثاني لخميس الجسد، وبدعوة من اللجنة التنسيقية العامة لخميس الجسد، أُقيمت مساء الإثنين في 16 حزيران سهرة صلاة وتأمل على نية المرضى وأصحاب الإرادة الصلبة والجمعيات التي تهتم بهم، في مقام سيدة زحلة والبقاع، بحضور صاحب الغبطة يوسف العبسي الكلي الطوبى، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، اصحاب السيادة اعضاء السينودس المقدس: ابراهيم مخايل ابراهيم، يوحنا جانبرت، ميخائيل ابرص، جورج بقعوني، ياسر عياش، يوسف متى، جان ماري الشامي، جورج المصري، جورج كحالة، جورج خوام، المدبر البطريركي على أبرشية الأرجنتين جان ابو شروش، الرئيس العام للرهبانية الحلبية الأرشمندريت ايلي بطيخة، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت ايلي معلوف، الآباء شربل أوبا، المنسق العام، اومير عبيدي والياس ابراهيم وعدد كبير من المؤمنين الذين جاؤوا من مختلف رعايا المدينة والمنطقة، رافعين صلواتهم ومقدّمين نياتهم أمام العذراء مريم والقربان الأقدس.
تخللت السهرة التي شاركت فيها جمعيات منتدى المقعدين، ايام الرجاء، مركز البطريرك صفير في رابطة كاريتاس لبنان، جماعة ايمان ونور، جمعية الكرمة وشعاع الأمل ، فقرات من التراتيل قدمها الأستاذ جوزف انطي وشهادات حياة وتأملات روحية حول معنى الألم وأهمية الرجاء في زمن التجربة، إضافة إلى طلبات شفاعة وصلوات خاصة من أجل الذين يتألمون جسديًا ونفسيًا، والذين يُظهرون بطولية روحية من خلال ثباتهم وإيمانهم رغم معاناتهم اليومية.
البطريرك العبسي كانت له كلمة بالمناسبة حيّا فيها اصحاب الإرادة الصلبة والجمعيات التي تهتم بهم وقال :
” عندما دعاني الأب شربل اوبا مع اخوتي الأساقفة للمشاركة في هذه الصلاة معكم اليوم أحبائي، لم اعرف ما هو الموضوع تحديداً، لكن الآن بعد ان رأينا ولمسنا أصبحنا نعرف أكثر وأكثر.
وفي جو الصلاة الجميل، وبعد الكلمات التي القيت والشهادات التي اعطيت، يصعب على الإنسان ان يتحدث، ماذا سيقول؟”
واضاف ” عند القاء الشهادات ، كنت احاول ان اتلمس معهم وانظر اليهم، تحركت في داخلي ثورة: لماذا تحصل مثل هذه الأمور في الحياة؟ لماذا يسمح الرب ان تحصل مثل هذه الأمور؟ من الصعب ان نفهما نحن البشر. وبالفعل هناك الكثير من الأمور في الحياة يصعب علينا ان نفهمها، كما هي الحال عند اخوتنا الذين لديهم بعض الحاجات، لكن هناك امر اكيد احبائي ان الرب يحبنا وعلينا ان نثق بهذا الأمر، الرب يحبنا ولو في ألمنا.”
وتابع ” اتخيل العذراء مريم من الأمهات اللواتي تحدثن اليوم، ابنها تألم امامها، كان يصلب ومات امامها وبين يديها. العذراء التي نحن في مقامها اليوم هي تعطينا هذا المثل لكي نتحمل المصاعب. لم تكن تفهم هذه الأمور الا بعد القيامة.
احبائي، هناك الكثير من الأمور لا نفهما في وقتها انما نستطيع فهمها في ما بعد، الرب ينورنا، ومثلا الأمهات اللواتي تحدثن اليوم، كيف بعد معاناة عرفن الحقيقة، عرفوا ان الرب يحبهم ومشين مع الرب.”
وقال غبطته ” نحن اليوم اخذنا منكم رجاء وقوة، تعلمنا منكم كيف الإنسان بالرغم من ضعفه يبقى لديه القوة، نحن نعتبر في الكثير من الأوقات في حياتنا اننا اقوياء لكن اذا عدنا الى ذواتنا نرى اننا ضعفاء. ليس من الضروري ان يكون الإنسان ضعيفاً في جسده، لكن اوقات كثيرة نحن ضعفاء في ارواحنا، في افكارنا، في عواطفنا. نطلب دائماً من الرب ان يساعدنا لكي يرفعنا وينتشلنا ويأخذنا اليه ويرينا مدى محبته لنا.”
وختم البطريرك العبسي ” اليوم نحن معكم احبائي، لا تعلمون كم هي سعادتنا كبيرة، وكم استمدينا منكم القوة. نحن هنا لنشكركم ونقول لكم اننا نحبكم”
شكّلت السهرة محطة تحضيرية اولى في ثلاثية خميس الجسد، الذي يُحتفل به هذا العام بشكل مميّز لمناسبة اليوبيل المئوي الثاني للأعجوبة التي أنقذت زحلة من وباء الطاعون عام 1825.
وفي ختام السهرة، أُضيئت الشموع وارتفعت الصلوات في جوّ من الخشوع، واقيم زياح القربان المقدس ، وتبارك منه الحاضرون، فاختبروا لحظات من الصمت والتسليم بين يدي الرب، حاملين في قلوبهم كل مريض ومتألم، وكل من يجاهد بثبات في وجه المرض والضعف.