وقّعت وزارة الدفاع الوطني، ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان (UNDP) مذكرة تفاهم ثلاثية تهدف إلى تنسيق الدعم الدولي للجيش اللبناني، وذلك بدعم عدد من الشركاء والدول المانحة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنرويج والدنمارك وهولندا. وقد تم توقيع المذكرة خلال مراسم رسمية أُقيمت في مبنى قيادة الجيش اللبناني في اليرزة.
وقّع مذكرة التفاهم كلّ من وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، السيّد عمران ريزا، ممثّلًا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، السيّدة جينين هينيس بلاسخارت، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، السيّدة بليرتا أليكو، وذلك بحضور قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل وعددٍ من سفراء الدول والملحقين العسكريين من ضمنهم الولايات المتحدة الاميركية، الاتحاد الأوروبي، اليابان، قطر، إسبانيا، مصر، بلجيكا، النرويج، الأردن، ألمانيا، كندا، الدنمارك، فرنسا، إيطاليا، هولندا، المملكة المتحدة، وأستراليا، إضافةً إلى وفد من الأمم المتحدة.
ويندرج هذا الاتفاق في إطار تعزيز الشراكة المستمرة بين الجيش اللبناني والأمم المتحدة، حيث أكدت الأمم المتحدة دعمها الثابت لمؤسسة الجيش اللبناني في أداء مهامها، ووقوفها إلى جانبها في مساعيها للحفاظ على الاستقرار وتعزيز سيادة الدولة. كما يُجسّد هذا التعاون الثلاثي العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الجيش اللبناني والأمم المتحدة وشركاء لبنان الدوليين، ويعكس التزامًا مشتركاً بدعم الاستقرار في مختلف أنحاء البلاد، انسجامًا مع القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
من جانبه، أكّد الجيش اللبناني التزامه الثابت بمهمته الوطنية في حماية السيادة والحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيدًا بالتعاون القائم مع الأمم المتحدة. وأعرب عن تقديره العميق للأمم المتحدة ولثقة المجتمع الدولي الراسخة بالمؤسسة العسكرية، مشددًا على أن هذه المبادرة تعكس روح التعاون البنّاء ضمن إطار متفق عليه، يتماشى مع المعايير الدولية ويؤكد الاحترام الكامل للسيادة اللبنانية.
في كلمة ألقاها بالمناسبة، أعرب وزير الدفاع الوطني عن امتنانه للحضور وللشركاء الدوليين على دعمهم الثابت للمؤسسات اللبنانية، ولا سيّما الجيش اللبناني. واعتبر توقيع مذكرة التفاهم محطَّة مهمة تعزِّز التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP) ، ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL)، والدول الممثَّلة في الحدث.
وأشاد الوزير بالجيش اللبناني وجهوده وصموده المستمر في ظلِّ التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشدِّداً على أهميَّة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الدول المانحة للحفاظ على استقرار لبنان والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد أكد قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل أن لبنان يقف أمام مجموعة من التحديات، ما خلق ضغوطًا هائلة من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وضاعفت حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية التي تنفذ مهمات أساسية أبرزها العمل على بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية في الجنوب وبخاصة القرار 1701 بالتنسيق الوثيق مع اليونيفيل، بالتزامن مع حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب في الداخل، إضافة إلى ضبط الحدود الشمالية والشرقية، ومنع التسلل والتهريب.
صرح نائب المنسقة الخاصة والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، السيد عمران ريزا: “إن الجيش اللبناني يُعد الحجر الأساسي في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 وفي بسط سلطة الدولة. وباختصار، الجيش اللبناني هو المؤتمن على استقرار لبنان”.
وأضاف: “إن جهودنا الجماعية لدعم الجيش اللبناني أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى. وستمثل مذكرة التفاهم هذه أداة ضمن جهود أوسع لتمكين الجيش من الحفاظ على زخم مهامه وتلبية التوقعات الهائلة الملقاة على عاتقه، من خلال تعزيز جهود تنسيق المساعدات الدولية المقدمة للجيش اللبناني، لا سيما من خلال تأمين الاحتياجات الأساسية لأفراده، وذلك بما يتوافق مع سياسة الأمم المتحدة الخاصة بالامتثال لمبادئ حقوق الإنسان.”
في هذا السياق، صرّحت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، السيدة بليرتا أليكو، قائلةً: ” يفخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراكته مع وزارة الدفاع ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، وهي شراكة تعكس أولويتنا المشتركة والتزامنا الراسخ بدعم السلام والأمن في لبنان. وتُشكّل مذكّرة التفاهم هذه خطوة أساسية ضمن جهودنا المشتركة لدعم المؤسسات الحكومية وتمكينها من تنفيذ الإصلاحات الضرورية لمعالجة الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها البلاد. وفي هذا الإطار، تُعد القُدرات المؤسستية والعملياتية للجيش اللبناني وأفراده عنصراً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار الوطني. وسيواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدعوة إلى تقديم دعم مستدام للمؤسسات الأمنية اللبنانية، إذ إن الاستقرار يشكّل الأساس الذي لا بدّ منه لبناء السلام الدائم، وتحقيق التعافي، ودفع عجلة التنمية الشاملة.”